أما قوله تعالى : ( لهم نصيب مما كسبوا ) ففيه سؤالات :
السؤال الأول : قوله : ( لهم نصيب مما كسبوا ) يجري مجرى التحقير والتقليل فما المراد منه ؟
الجواب : المراد : لهم نصيب من الدنيا ومن الآخرة بسبب كسبهم وعملهم فقوله : "من" في قوله : ( مما كسبوا ) لابتداء الغاية لا للتبعيض .
السؤال الثاني : هل تدل هذه الآية على أن ؟ الجزاء على العمل
الجواب : نعم . ولكن بحسب الوعد لا بحسب الاستحقاق الذاتي .
السؤال الثالث : ما الكسب ؟
الجواب : فيكون كسبه ومكتسبه ، بشرط أن يكون ذلك جر منفعة أو دفع مضرة ، وعلى هذا الوجه يقال في الأرباح : إنها كسب فلان ، وإنه كثير الكسب أو قليل الكسب ، لأنه لا يراد إلا الربح ، فأما الذي يقوله أصحابنا من أن الكسب واسطة بين الجبر والخلق فهو مذكور في الكتب القديمة في الكلام . الكسب يطلق على ما يناله المرء بعمله