مسألة : ( ويبدأ بالحجر الأسود فيستلمه ، ويقبله ، ويقول : بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعا لسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ) .
وجملة ذلك : أن ، والاستلام : هو مسحه بيده ، وفيه وجهان ؛ . . . السنة للطائف أن يبتدئ بالحجر الأسود فيستلمه بيده
والتقبيل بالفم ... ؛ وذلك لما روى جابر في حديثه - في [ ص: 424 ] - صلى الله عليه وسلم - قال : ( صفة حجة النبي ) ؛ وفي رواية : لما قدم حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا مكة : ( ) . رواه أتى الحجر فاستلمه ، ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا مسلم .
وعن عمر قال : ( فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة ، فاستلم الركن أول شيء ، ثم خب ثلاثة أطواف من السبع ، ومشى أربعة أطواف ، ثم ركع حين قضى طوافه بالبيت - عند المقام - ركعتين ، ثم سلم فانصرف فأتى الصفا ، فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف ) متفق عليه .
عن أبيه قال : ( رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الحجر ) ، وقال : لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك زيد بن أسلم . وعن
وعن ، عن عابس بن ربيعة عمر : ( ) . متفق عليهما . أنه جاء إلى الحجر فقبله ، فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك
[ ص: 425 ] وعن قال : ( سويد بن غفلة عمر قبل الحجر والتزمه ، وقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بك حفيا ) . رواه رأيت مسلم .
وعن الزبير بن عربي قال : ( عمر عن استلام الحجر ، فقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله ، وقال : أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت ، قال : اجعل أرأيت باليمن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله ) . رواه سأل رجل . البخاري
فإن لم يمكنه تقبيله : استلمه وقبل يده . ذكره أصحابنا لما روى نافع قال : ( استلم الحجر بيده ، ثم قبل يده ، وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله ابن عمر ) . متفق عليه . رأيت
[ ص: 426 ] ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستلمه بالمحجن ، ويقبل المحجن ، فتقبيل اليد إذا استلمه بها أولى .
وقال : " قلت ابن جريج لعطاء : هل رأيت أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استلموا قبلوا أيديهم ؟ ، قال : نعم رأيت ، جابر بن عبد الله ، وابن عمر وأبا سعيد ، إذا استلموا قبلوا أيديهم " . رواه وأبا هريرة . الشافعي
فإن كان راكبا استلمه بعصا ونحوها ، وهل يستحب له ذلك راجلا ؟ .. . .
لما روي عن قال : ( ابن عباس ) . رواه الجماعة إلا طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجه على بعير يستلم الركن بمحجن الترمذي . والنسائي
[ ص: 427 ] وفي رواية لأحمد : ( والبخاري ) . طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بعير ، كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر
ومعنى هذه الرواية : أنه يشير إليه إشارة يمس بها الحجر كما جاء مفسرا أنه استلم الركن بمحجن ، ولو لم يمس المحجن الحجر لكانت الإشارة باليد أولى .
وعن أبي الطفيل قال : ( ) . رواه رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه ، ويقبل المحجن مسلم ، ، وأبو داود ، وابن ماجه وأحمد ولم يذكر تقبيل المحجن .
وعن : ( مجاهد ) . يعني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف ليلة الإفاضة على راحلته واستلم الركن . رواه يستلم الركن بمحجن ويقبل المحجن في المراسيل . أبو داود
ويستحب له : أن يقبل ما يستلمه به لما تقدم من النص ، فإن لم يمكنه [ ص: 428 ] التقبيل ولا الاستلام بيده ، ولا شيء ، فقال كثير من أصحابنا : يشير إليه بيده منهم القاضي وأصحابه .
والمنصوص عنه - في رواية المروذي - : ثم ائت الحجر الأسود ، فاستلمه إن استطعت ، وقبله ، وإن لم تستطع فقم بحياله ، وارفع يديك وقل : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، اللهم تصديقا بكتابك واتباعا لسنتك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - لا إله إلا الله والله أكبر ، اللهم إليك بسطت يدي ، وفيما لديك عظمت رغبتي ، فاقبل دعوتي وأقلني عثرتي ، وارحم تضرعي وجدلي بمغفرتك يا إلهي آمنت بك وكفرت بالطاغوت .
وكذلك نقل عنه عبد الله : أنه يستقبله ويرفع يديه ويكبر ، وكذلك قال القاضي : إن لم يمكن استلامه لأجل الزحمة : قام حياله ، ورفع يده وكبر . هكذا قال : في رواية . الأثرم
ولم يقل إنه يقبل . وهذا أصح لما روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : ( يا عمر بن الخطاب عمر ، إنك رجل قوي لا فتؤذي الضعيف ، إن وجدت فرجة فاستلمه ، وإلا فاستقبله وهلل وكبر ) تزاحم على الحجر . رواه عن أحمد .
[ ص: 429 ] وروى الأزرقي - في أخبار مكة - عن جده ، عن ، ابن عيينة أبي يعفور العبدي قال ( : سمعت رجلا من خزاعة - كان أميرا على مكة منصرف الحاج عن مكة - يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا لعمر بن الخطاب عمر ، إنك رجل قوي ، وإنك تؤذي الضعيف ، فإذا وجدت خلا فاستلمه ، وإلا فامض وكبر ) . هذا معنى المنصوص عن عن أحمد .
[ ص: 430 ] وعن : ( أن هشام بن عروة عمر - رضي الله عنه - : كان يستلمه إذا وجد فجوة ، فإذا اشتد الزحام كبر كلما حاذاه ) . رواه الأزرقي .
ولأن ليس فيه ، ولا معنى فيه فأشبه الإشارة إليه بالقبلة . الإشارة إليه بالاستلام من غير مماسة
وبكل حال : فلا يقبل يده إذا أشار إليه بالاستلام من غير استلام ؛ لأن التقبيل إنما هو للحجر ، أو لما مس الحجر .
وأما رفع اليد فهو مسنون عنده .
وأما السجود عليه : فقد ذكر لأحمد حديث في السجود على الحجر فحسنه . وقد رواه ابن عباس الأزرقي ، عن جده ، عن ، عن ابن عيينة ، عن ابن جريج ، قال : ( محمد بن عباد بن جعفر - رضي الله عنهما - جاء يوم التروية وعليه حلة مرجلا رأسه : فقبل الحجر وسجد عليه ثلاثا ابن عباس ) . ورواه رأيت في مسنده من حديث أبو [ ص: 431 ] يعلى الموصلي ، عن أبي داود الطيالسي جعفر بن عثمان المخزومي قال : ( قبل الحجر ، وسجد عليه ، وقال : رأيت خالي محمد بن عباد بن جعفر يقبل الحجر ويسجد عليه ، وقال : رأيت ابن عباس عمر يقبل الحجر ويسجد عليه ، وقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله ) . رأيت
وحديث عمر الذي تقدم في صحيح مسلم : ( ) يؤيد هذا . أنه قبل الحجر والتزمه ، وقال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بك حفيا
وروى الأزرقي : " أتى الركن فقبله ثلاثا ، ثم سجد عليه ، وقال : قال طاوسا : إنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك عمر بن الخطاب ) وهل أن ؟ .. . . يستلم الركن غير الحجر
وأما الذكر الذي يقال عنده : فقد تقدم حديث الصحيح : ( ابن عباس ) وقال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كلما أتى الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر لعمر : ( ، وفي لفظ : كبر وامض ) . فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير والتهليل وهذا هو المنصوص عن استقبله وهلل وكبر أحمد قال : قلت : هل بلغك من قول يستحب عند استلام الركنين ؟ ، قال : لا ، وكأنه يأمر بالتكبير . ذكره ابن جريج الأزرقي .
[ ص: 432 ] وأما الزيادة التي ذكرها أصحابنا : فقد روي عن : ( أنه كان إذا استلم الركن قال : بسم الله والله أكبر ) . رواه ابن عمر الأزرقي ، بإسناد جيد . والطبراني
وروي أيضا عن الحارث ، عن علي : ( أنه كان إذا استلم الحجر قال : اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ) ، وروى الأزرقي عن سعيد بن سالم ، أخبرني موسى بن عبيدة عن سعد بن إبراهيم بن [ ص: 433 ] المسيب أن - رضي الله عنه - كان يقول - إذا عمر بن الخطاب - : بسم الله والله أكبر على ما هدانا ، لا إله إلا هو وحده لا شريك له آمنت بالله ، وكفرت بالطاغوت ، وباللات والعزى ، وما يدعى من دون الله . ( كبر لاستلام الحجر إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) .
قال عثمان : بلغني أنه يستحب أن يقال عند استلام الركن : بسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - .