الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

تطوير التعليم الشرعي (حاجة أم ضرورة)

الدكتور / محمد بن عبد الله الدويش

4- القلق من الجديد:

يسود لدى كثير من الناس قلق وتوجس من الأفكار الجديدة، وقلما وجدت فكرة جديدة إلا لقيت قدرا من المقاومة والرفض.

وهو شأن لا يختص به طلبة العلم الشرعي وحدهم، فكثير من المنتجات المادية والأفكار الجديدة تواجه بمقاومة حتى في بلاد الغرب.

فحين وفدت مكبرات الصوت وجد من طلبة العلم من يعترض على استخدامها في الخطبة والصلاة، وقد خطب الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، خطبة مشهورة في تسويغ استخدامها، وبيان مصالح ذلك.

وقد كان أحد العلماء يلتفت على السبورة قائلا: هذه هي التي أضاعت العلم!!

وفي مالي حين نهض الشيخ سعد توري، رحمه الله، بالتعليم الإسلامي، وأسس أول مدرسة إسلامية عربية نظامية عام 1947م وجد اتجاهه في استعمال طرق الفرنسيين في تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي انتقادات [ ص: 41 ] وتوجسا من العامة في البداية، وكان أشهر ما أفزعهم استعماله السبورة والطباشير. (مجلة آفاق تربوية، ع12، ص182).

وربما لا تمثل هـذه الصـور المذكورة إلا حـالات محدودة سرعان ما تلاشت، إلا أن مبدأ القلق من الجديد والتوجس منه أمر موجود في الطبيعة البشرية عموما، وطلبة العلم الشرعي ليسوا استثناء من ذلك، ويزيد التوجس والقلق من الجديد ارتباط الأمر بالعلم الشرعي الموروث، والخوف من امتداده لتحريف المحتوى، والابتداع في الدين.

التالي السابق


الخدمات العلمية