ومنعتهم نجدا فقد حلوا على وحل تهامة
أنت المليك عليهم وهم العبيد إلى القيامة
وروى الإمام ؛ عن أحمد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 332 ] قال: عبد الله بن مسعود أبو خزاعة؛ عمرو بن عامر ؛ وإني رأيته يجر أمعاءه في النار"؛ وروى "إن أول من سيب السوائب؛ وعبد الأصنام عن الطبراني - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ابن عباس إبراهيم - عليه السلام - عمرو بن لحي بن قميئة"؛ وروى "أول من غير دين ؛ في "فتح البخاري مكة"؛ عن - رضي الله عنهما - ابن عباس البيت صورة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - في أيديهما الأزلام؛ فقال: "قاتلهم الله؛ لقد علموا ما استقسما بها قط"؛ فبطل ما يقال من أن أهل الفترة جهلوا جهلا أسقط عنهم اللوم؛ ويؤيده ما في الصحيح عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرج من - رضي الله عنه - أنس أخرجه أن رجلا قال: يا رسول الله؛ أين أبي؟ قال: "في النار"؛ فلما قفى دعاه؛ فقال: "إن أبي وأباك في النار"؛ في آخر كتاب الإيمان؛ وقد مر في "سبحان"؛ في قوله (تعالى): مسلم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ؛ ما ينفع هنا؛ والقاطع للنزاع في هذا قوله: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ؛ فما تركت هذه الآية أحدا حتى شملته؛ وحكمت عليه بالجنة؛ أو النار. [ ص: 333 ] ولما كان قوله - صلى الله عليه وسلم - وحده جديرا بأن يزلزلهم؛ فكيف إذا انضم إليه علمهم بأن أسلافهم - لا سيما إسماعيل؛ وأبوه إبراهيم - عليهما السلام - كانوا عليه؛ أكدوا قولهم: إن ؛ أي: ما؛ هذا ؛ أي: الذي يقوله؛ إلا اختلاق ؛ أي: تعمد الكذب؛ مع أنه لا ملازمة بين عدم سماعهم فيها؛ وبين كونه اختلاقا؛ بل هو قول يعرف معانيه بأدنى تأمل؛ روى - وقال: حسن صحيح -؛ الترمذي ؛ والنسائي ؛ في صحيحه؛ وابن حبان ؛ وأحمد وإسحاق؛ ؛ وأبو يعلى ؛ والطبري ؛ وغيرهم؛ عن وابن أبي حاتم - رضي الله عنهما - قال: ابن عباس أبو طالب؛ فجاءته قريش؛ وجاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعند أبي طالب مجلس رجل؛ فقام أبو جهل كي يمنعه؛ قال: وشكوه إلى أبي طالب - زاد في الكبير؛ النسائي : وقالوا: يقع في آلهتنا -؛ [ ص: 334 ] فقال: يا ابن أخي؛ ما تريد من قومك؟ قال: "أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها وأبو يعلى العرب؛ وتؤدي إليهم العجم الجزية"؛ قال: كلمة واحدة؟! قال: "كلمة واحدة"؛ فقال: وما هي؟ فقال: "يا عم؛ قولوا: لا إله إلا الله"؛ فقالوا: "أجعل الآلهة إلها واحدا ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق"؛ قال: فنزل فيهم القرآن: ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ؛ إلى قوله: اختلاق ؛ وفي التفاسير أنهم قالوا: كيف يسع الخلق كلهم إله واحد. مرض