ولما دلت هذه الجملة على هذا المدح البليغ؛ عطف عليه ما يلازم الإخلاص فقال - مؤكدا لمثل ما تقدم من التنبيه على أنهم ممن يغتبط بمدحهم؛ وردا على من ربما ظن خلاف ذلك؛ بكثرة مصائبهم في الدنيا -: وإنهم عندنا   ؛ أي: على ما لنا من العظمة؛ والخبرة؛ لمن المصطفين  ؛ المبالغ في تصفيتهم؛ مبالغة كأنها بعلاج؛ الأخيار  ؛ الذين كل واحد منهم بخير بليغ في الخير؛ وإصابتنا إياهم بالمصائب دليل ذلك؛ لا دليل عكسه؛ كما يظنه من طمس قلبه؛ والآية من الاحتباك: ذكر "أخلصناهم"؛ أولا؛ دليل على "اصطفيناهم"؛ ثانيا؛ و"المصطفين"؛ دليلا على "المخلصين"؛ أولا؛ وسر ذلك أن الإخلاص يلزم منه الاصطفاء؛ لا سيما إذا أسنده إليه؛ بخلاف العكس؛ بدليل: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					