قوله: كالفراش يجوز أن يكون خبرا للناقصة، وأن يكون حالا [ ص: 95 ] من فاعل التامة، أي: يوجدون ويحشرون شبه الفراش، وهو طائر معروف وقيل: هو الهمج من البعوض والجراد وغيرهما، وبه يضرب المثل في الطيش والهوج يقال: "أطيش من فراشة" وأنشد:
4632 - فراشة الحلم فرعون العذاب وإن يطلب نداه فكلب دونه كلب
وقال آخر:
4633 - وقد كان أقوام رددت قلوبهم عليهم وكانوا كالفراش من الجهل
والفراشة: الماء القليل في الإناء، وفراشة القفل لشبهها بالفراشة. وفي تشبيه الناس بالفراش مبالغات شتى منها: الطيش الذي يلحقهم، وانتشارهم في الأرض، وركوب بعضهم بعضا، والكثرة والضعف والذلة والمجيء من غير ذهاب. والقصد إلى الداعي من كل جهة، والتطاير إلى النار. قال جرير:
4634 - إن ما علمت وقومه مثل الفراش غشين نار المصطلي الفرزدق
[ ص: 96 ] والعهن تقدم في سأل.