الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (4) قوله: إن كل نفس لما عليها : قد تقدم في سورة هود التخفيف والتشديد في "لما". فمن خففها هنا كانت "إن" [ ص: 752 ] هنا مخففة من الثقيلة، و"كل" مبتدأ، واللام فارقة، و"عليها" خبر مقدم و"حافظ" مبتدأ مؤخر، والجملة خبر "كل" و"ما" مزيدة بعد اللام الفارقة. ويجوز أن يكون "عليها" هو الخبر وحده، و"حافظ" فاعل به، وهو أحسن. ويجوز أن يكون "كل" متبدأ، و"حافظ" خبره، و"عليها" متعلق به و"ما" مزيدة أيضا، هذا كله تفريع على قول البصريين. وقال الكوفيون: "إن" هنا نافية، واللام بمعنى "إلا" إيجابا بعد النفي، و"ما" مزيدة. وتقدم الكلام في هذا مستوفى.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما قراءة التشديد فإن نافية، و"لما" بمعنى "إلا"، وتقدمت شواهد ذلك مستوفاة في هود. وحكى هارون أنه قرئ هنا "إن" بالتشديد، "كل" بالنصب على أنه اسمها، واللام هي الداخلة في الخبر، و"ما" مزيدة و"حافظ" خبرها، وعلى كل تقدير فإن وما في حيزها جواب القسم سواء جعلها مخففة أو نافية. وقيل: الجواب إنه على رجعه ، وما بينهما اعتراض. وفيه بعد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية