الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله: أمهلهم : هذه قراءة العامة، لما كرر الأمر [ ص: 757 ] توكيدا خالف بين اللفظين. وعن ابن عباس "مهلهم" كالأول. والإمهال والتمهيل الانتظار. يقال: أمهلتك كذا، أي: انتظرتك لتفعله. والمهل: الرفق والتؤدة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: رويدا مصدر مؤكد لمعنى العامل، وهو تصغير إرواد على الترخيم. وقيل: بل هو تصغير "رود"، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4548- تكاد لا تثلم البطحاء وطأته كأنه ثمل يمشي على رود



                                                                                                                                                                                                                                      واعلم أن رويدا يستعمل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله، فيضاف تارة كقوله: فضرب الرقاب ولا يضاف أخرى نحو: رويدا زيدا [ويستعمل اسم فعل فلا ينون، بل يبنى على الفتح نحو: رويدا زيدا] ويقع حالا نحو: ساروا رويدا، أي: متمهلين، ونعتا لمصدر محذوف نحو: "ساروا رويدا"، أي: سيرا رويدا. وهذه الأحكام لها موضوع هو أليق بها.

                                                                                                                                                                                                                                      [تمت بعونه تعالى سورة الطارق]

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 758 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية