( ولو ) ( بأن ) بمعنى كأن ( حدث ) في المغصوب ( نقص يسري إلى التلف ) أو صب الماء في الزيت وتعذر تخليصه أو وضع الحنطة في مكان ندي فتعفنت عفنا غير متناه ( فكالتالف ) إذ لو تركه بحاله فسد فكأنه هلك فيغرم بدل جميع المغصوب من مثل أو قيمة ( وفي قول يرده مع أرش النقص ) قياسا على التعييب الذي لا يسري ، وقيل يتخير بين الأمرين ، وعلى الأول يملك الغاصب ذلك إتماما للتشبيه بالتالف لأنه غرم للمالك ما يقوم مقام الحنطة من كل وجه كما جزم به ( جعل ) الغاصب ( الحنطة هريسة ) أو الدقيق عصيدة المصنف في نكته ، ورجحه ابن يونس وهو مقتضى كلام الإمام وصححه السبكي ، وقيل يبقى للمالك لئلا يقطع [ ص: 176 ] الظلم حقه ، وكما لو قتل شاة يكون المالك أحق بجلدها لكن فرق بينهما بأن المالية هنا باقية وفي مسألة جلد الشاة غير باقية ، ومعنى ملك الغاصب لما ذكر أنه يملكه ملكا مراعى بمعنى أنه يمتنع عليه أن يتصرف فيه قبل غرم القيمة ، وأشار المصنف بالتمثيل إلى أن صورة المسألة إذا حدث النقص بفعل الغاصب ، فلو حدث في يده كما لو تعفن الطعام بنفسه أخذه المالك مع الأرش ، أما ما لا يسري إلى التلف فيجب أرشه كما مر ، وسيأتي الكلام على خلط مثلي بمثله .