الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن كان له مال لا يفي بدينه . وسأل غرماؤه الحاكم الحجر عليه : لزمه إجابتهم ) . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله إن ضاق ماله عن ديونه ، صار محجورا عليه بغير حكم حاكم . وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله . ويأتي معنى ذلك قريبا .

تنبيهات

أحدهما : قوله " وإن كان له مال لا يفي بدينه " هكذا عبارة أكثر الأصحاب . وقال في الرعاية الكبرى : ومن له دون ما عليه من دين حال ، أو قدره ، ولا كسب له ، ولا ما ينفق منه غيره . أو خيف تصرفه فيه .

الثاني : ظاهر قوله " فسأل غرماؤه الحجر " أنه لو سأله البعض الحجر عليه : لم يلزمه إجابتهم . وهو ظاهر المغني ، والمستوعب ، والشرح ، والمحرر ، والنظم ، والحاوي ، وجماعة . وهو أحد الوجهين . وقدمه في الرعايتين ، والفائق ، والزركشي .

الوجه الثاني : يلزمه إجابتهم أيضا . وهو الصحيح من المذهب . قال في الفروع : لزم الحجر عليه بطلب غرمائه . والأصح : أو بعضهم . قال في تجريد العناية : هذا الأظهر . واختاره ابن عبدوس في تذكرته . وجزم به في الوجيز ، والتلخيص ، والبلغة . وهو الصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية