قلت : أرأيت إن وهبها له رجل جاء الثواب ، فتغيرت الدار في يدي الموهوب له ، ثم أثابه الموهوب له بأكثر من قيمة الدار أضعافا ، أيقال للشفيع خذ بجميع ذلك أو دع أو يأخذها الشفيع بقيمتها  ؟ 
قال    : لم أسمع من  مالك  فيه شيئا ، ولكن أرى أن يأخذها بجميع ما أثابه به ; لأن الناس إنما يهبون الهبات للثواب رجاء أن يأخذوا أكثر من قيمة ما أعطوا ، وإنما رجعوا إلى القيمة حين تشاحوا بعد تغيير السلعة . ألا ترى أن الهبة لو كانت على حالها لم تتغير ردت إلا أن يمضيها الواهب بغير شيء . ولو كانت عند الناس هبة الثواب إنما يطلبون بها كفاف الثمن لما وهب أحد لثواب ، ولحملها على وجه السوق فانتقد الثمن ، ولكنهم رجوا الفضل في ذلك عند أهل الفضل . قلت : أرأيت إن وهبت ، شقصا في دار رجاء الثواب ، فقال الشفيع : أنا آخذها الساعة بالقيمة أيكون ذلك للشفيع  ؟ 
قال  [ ص: 246 ] قال  مالك    : من وهب هبة رجاء الثواب ، لم يكن للشفيع أن يأخذها بالشفعة إلا بعد الثواب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					