الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وهذا الذي أوصى أن يحج عنه هذا الصبي ، علمنا أنه إنما أراد التطوع ولم يرد الفريضة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ولو أنه كان ضرورة وقصد قصد رجل بعينه وقال : يحج عني فلان ، فأبى أن يحج عنه فلان . قال : يحج عنه غيره . قال : وهذا قول مالك . وليس التطوع عندي بمنزلة الفريضة ، وهذا إذا أوصى بحجة تطوع أن يحج عنه رجل بعينه فأبى ذلك الرجل أن يحج عنه ردت إلى الورثة سحنون . وقال غيره : لا ترجع إلى الورثة والصرورة في هذا وغير الصرورة سواء لأن الحج إنما أراد به نفسه وليس مثل الصدقة على المسكين بعينه ولا شراء العبد بعينه لأن تلك لا قوام بعينهم .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : ومثل ذلك مثل الرجل يقصد قصد مسكين بعينه فقال : تصدقوا عليه بمائة دينار من ثلثي ، فمات المسكين قبل الموصي ، أو أبى أن يقبل ، رجعت ميراثا إلى ورثته . أو قال : اشتروا عبد فلان بعينه فأعتقوه عني في غير عتق عليه واجب ، فأبى أهله أن يبيعوه ، رجعت الوصية ميراثا للورثة بعد الاستيناء والإياس من العبد .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية