الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في شهادة الغرباء وتعديلهم قلت : أرأيت لو أن قوما غرباء شهدوا في بعض البلدان على حق من الحقوق لرجل منهم غريب معهم ، أو شهدوا شهادة لغير غريب والشهود لا يعرفون في تلك البلدة ، أيقبل القاضي شهادتهم في قول مالك أم ماذا يصنع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يقبل ، شهادتهم ، لأن البينة لا تقبل في قول مالك إلا بعدالة . ولقد سمعت مالكا ، وسئل قوم شهدوا في حق فلم يعدلهم قوم تعرف عدالتهم ، فعدل المعدلين آخرون ، أترى أن يجوز في ذلك تعديل على تعديل ؟ فقال : قال مالك : إن كان الشهود غرباء رأيت ذلك جائزا ، وإن كانوا غرباء - وهم من أهل البلد - لم يجز ذلك حتى يأتوا بمن يزكيهم . فبهذا يستدل على أنهم وإن كانوا غرباء لا يحكم بشهادتهم إلا بعد العدالة . قلت : أرأيت قولك إن لم يعرف القاضي المعدلين الأولين . قال : ليس القاضي يعرف كل الناس وإنما يعرف القاضي بمعرفة الناس . وإنما قلت لك في قول مالك ، إنه لا يقبل القاضي عدالة على عدالة إذا كانوا من أهل البلد حتى تكون العدالة على الشهود أنفسهم عند القاضي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية