الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كانوا محاربين قطعوا على الناس الطريق فقتلوا رجلا قتله واحد منهم ، إلا أنهم كانوا أعوانا له في تلك الحال ، إلا أن هذا الواحد منهم ولي القتل حين زاحفوهم ، ثم تابوا وأصلحوا ، فجاء ولي المقتول يطلب دمه ، أيقتلهم كلهم أم يقتل الذي قتل وليه وحده ؟ قال : قال مالك : يقتلوا كلهم إذا أخذوا على تلك الحال . قال ابن القاسم : فإن تابوا قبل أن يؤخذوا ، فأتى أولياء المقتول يطلبون دمه ، دفعوا كلهم إلى أولياء المقتول فقتلوا من شاءوا وعفوا عمن شاءوا وأخذوا الدية ممن شاءوا . وقد ذكر مالك عن عمر بن الخطاب حين قال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا . فهذا يدلك على أنهم شركاء في قتله . فذلك إلى أولياء المقتول يقتلون من شاءوا منهم ويعفون عمن شاءوا منهم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية