الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5785 - (غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى) (حم حب) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(غيروا الشيب) ؛ أي: لونه ندبا، قال الزين العراقي في شرح الترمذي: وصرفه عن الوجوب كون المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يختضب وكذا جمع من الصحابة انتهى، وفيه نظر فما كان يأمر بشيء إلا كان أول آخذ به (ولا تشبهوا باليهود والنصارى) ؛ أي: فيما يتعلق بتغيير الشيب فيحتمل أن المراد أنهم لا يغيرونه أصلا وأنهم يغيرون بغير ما أذن فيه وهو الحناء والكتم والصفر، قال الزين العراقي : والأولى أظهر بدليل خبر (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) لكن يدل للثاني حديث عمر عند الطبراني (السواد خضاب الكافر) لكن لا يلزم من نسبته للكافر دخول اليهود والنصارى فيه، وفيه ندب مخالفة اليهود والنصارى مطلقا فإن العبرة بعموم اللفظ، قال ابن تيمية : أمر بمخالفتهم وذلك يقتضي أن يكون جنس مخالفتهم أمرا مقصودا للشارع؛ لأنه إن كان الأمر بجنس المخالفة حصل القصد وإن كان الأمر بها في تغيير الشيب فقط فهو لأجل ما فيه من المخالفة فالمخالفة إما علة مفردة أو علة أخرى أو بعض علة، وكيف كان يكون مأمورا بها مطلوبة من الشارع؛ لأن الفعل المأمور إذا عبر عنه بلفظ مشتق من معنى أعم من ذلك الفعل فلا بد أن يكون ما منه الاشتقاق أمرا مطلوبا سيما إن ظهر لنا أن المعنى المشتق منه مناسب للحكمة

(حم حب عن أبي هريرة ) ورواه النسائي بدون قوله والنصارى



الخدمات العلمية