الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4388 - ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة فأولتها أن وباء المدينة نقل إليها ) (خ ت هـ) عن ابن عمر - (صح) .

التالي السابق


(رأيت) زاد الطبراني في المنام (كأن امرأة سوداء ثائرة) شعر (الرأس) منتفشة؛ من: ثار الشيء: إذا انتشر، وفي رواية أحمد: ثائرة الشعر، والمراد شعر الرأس (خرجت) في رواية أخرجت بالبناء للمجهول، ولعل فاعل الإخراج النبي لتسببه فيه بدعائه (من المدينة) النبوية (حتى نزلت مهيعة) ؛ أي: أرض مهيعة، كعظيمة، وهي الجحفة (فتأولتها) ؛ أي: أولتها، يعني فسرتها؛ من: أول الشيء تأويلا: إذا فسره بما يؤول إليه، قال القاضي : والتأويل اصطلاحا تفسير اللفظ بما يحتمله احتمالا غير بين (أن وباء المدينة ) ؛ أي: مرضها، والوباء مرض عام؛ يمد ويقصر (نقل إليها) وجه التأويل أنه شق من اسم السوداء السوء والداء فتأول خروجها بما جمع اسمها، والصور في عالم الملكوت تابعة للصفة فلا جرم لا يرى المعنى القبيح إلا بصورة قبيحة كما يرى الشيطان في صورة كلب وخنزير ونحو ذلك، قال بعضهم: إنه يتقى شرب الماء من عين جحفة التي يقال لها عين خم، فقل من شرب منها إلا حم، وكان المولود يولد بالجحفة فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى. قال السمهودي : والموجود من الحمى بالمدينة ليس حمى الوباء بل رحمة ربنا ودعوة نبينا التكفير

(خ ت هـ) في تعبير الرؤيا (عن ابن عمر) بن الخطاب [ ص: 11 ]



الخدمات العلمية