يَا فِرْقَةَ الْأَحْبَابِ لَا بُدَّ لِي مِنْكِ. . . وَيَا دَارَ دُنْيَا إِنَّنِي رَاحِلٌ عَنْكِ
وَيَا قِصَرَ الْأَيَّامِ مَالِي وَلِلْمُنَى
[ ص: 501 ] . . . وَيَا سَكْرَةَ الْمَوْتِ مَا لِي وَلِلضَّحِكِ
وَمَا لِي لَا أَبْكِي لِنَفْسِي بِعَبْرَةٍ.
. . إِذَا كُنْتُ لَا أَبْكِي لِنَفْسِي فَمَنْ يَبْكِي
أَلَا أَيُّ حَيٍّ لَيْسَ لِلْمَوْتِ مُوقِنًا.
. . وَأَيُّ يَقِينٍ مِنْهُ أَشْبَهُ بِالشَّكِّ
تَمَتَّعْ بِالرُّقَادِ عَلَى شِمَالٍ. . . فَسَوْفَ يَطُولُ نَوْمُكَ بِالْيَمِينِ
وَمَتِّعْ مَنْ يُحِبُّكُ مِنْ تَلَاقٍ. . . فَأَنْتَ مِنَ الْفِرَاقِ عَلَى يَقِينٍ
يا فرقة الأحباب لا بد لي منك. . . ويا دار دنيا إنني راحل عنك
ويا قصر الأيام مالي وللمنى
[ ص: 501 ] . . . ويا سكرة الموت ما لي وللضحك
وما لي لا أبكي لنفسي بعبرة.
. . إذا كنت لا أبكي لنفسي فمن يبكي
ألا أي حي ليس للموت موقنا.
. . وأي يقين منه أشبه بالشك
تمتع بالرقاد على شمال. . . فسوف يطول نومك باليمين
ومتع من يحبك من تلاق. . . فأنت من الفراق على يقين