الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( nindex.php?page=treesubj&link=29557_19891_19892القلب ملك وله جنود ) جمع جند وهم أتباع يكونون نجدة للمتتبع ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي وصلاح القلب وحياته مادة كل خير وفساده مادة كل شر فبصلاحه وحياته يكون قوته وسمعه وبصره وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح بخلاف الفاسد فإنه لا فرق بين الحسن والقبيح وجنوده تابعون له (فإذا صلح الملك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده) يعني هو أصل الكل إن أفسدته فسد الكل وإن أصلحته صلح الكل؛ إذ هو الشجرة وسائر الأعضاء أغصان ومن الشجرة تشرب الأغصان وتصلح وتفسد وأن الملك وسائر الأعضاء تبع وأركان وإذا صلح الملك صلحت الرعية وإذا فسد فسدت فصلاح العين واللسان والبطن وغيره دليل على صلاح القلب وعمرانه وإذا رأيت فيها خللا فاعلم أنه منه، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن عربي : سبب ارتباط صلاح الرعية وفسادها بصلاحه وفساده أنه تعالى إذا ولى خليفة على قوم يعطيه أسرارهم وعقولهم فيكون مجموع رعيته فمتى خانهم في أسرارهم ظهر فيهم وإن اتقى الله ظهر فيهم. قال بعض العارفين: قد بنى الله الإنسان على صورة مدينة [ ص: 539 ] وجعل فيه بيتا له وهو القلب وأسكن فيه ملكا وهو الإيمان، قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : النفس عسكر القلب وللقلب عساكر مختلفة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما يعلم جنود ربك إلا هو فالقلب هو الملك؛ إذ هو محل السلطنة في الجسد فإذا ألبسه الله خلعة الولاء وهو الإيمان حجبه عن أعدائه وجعل له وزيرا وهو العقل وسورا وهو اليقين ومعراجا وهو النجاة وجيشا وهو المعرفة وبابا وهو الإخلاص، كل ذلك بقدرته وإرادته nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=23لا يسأل عما يفعل (والأذنان قمع والعينان مسلحة) ؛ أي: يتقي بهما (واللسان ترجمان) عما في الضمير (واليدان جناحان والرجلان بريد والكبد رحمة والطحال ضحك والكليتان مكر والرئة نفس) أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن كعب قال: أتيت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقلت هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينعت الإنسان فانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: انعت، فقال: عيناه هاد وأذناه قمع ولسانه ترجمان ويداه جناحان ورجلاه بريدان وكبده رحمة ورئته وطحاله ضحك وكليته مكر والقلب ملك فإذا طاب طاب جنوده وإذا فسد فسدت نفس جنوده فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينعت الإنسان هكذا وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه: إن العقل في القلب وإن الرحم في الكبد وإن الرأفة في الطحال وإن النفس في الرئة قد مر في آخر حرف العين أن هذا مثل ضربه الشارع بين به كيف كان القلب ملكا والجوارح جنوده تقريبا للأفهام فإن التصريح بعجائب القلب وأسراره الداخلية في جملة عالم الملكوت مما يكل عن دركه أكثر الأوهام، قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : والقلب له جندان جند يرى بالأبصار وجند لا يرى إلا بالبصائر وهو في حكم الملك والجنود في حكم الخدم والأعوان وهذا معنى الجند أما جنده المشاهد بالعين فهو اليد والرجل والعين والأذن واللسان وجميع الأعضاء الظاهرة والباطنة؛ لأنها كلها خادمة مسخرة له وهو المتصرف فيها خلقت مجبولة على طاعته لا تستطيع له خلافا فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت والرجل بالتحرك تحركت واللسان بالتكلم تكلم وكذا سائر الأعضاء
(هب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) ثم قال أعني nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد هكذا جاء موقوفا ومعناه جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير مرفوعا اهـ وعده في الميزان من المناكير