الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4389 - ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) (حم ق) عن أنس (حم ق د ت) عن عبادة بن الصامت (حم ق هـ) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(رؤيا المؤمن) ؛ أي: الصالح، كما قيده به في الرواية الآتية؛ فإن الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة إلا إذا وقعت من مؤمن صادق صالح كما في المفهم (جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) ؛ أي: النبوة مجموع خصال تبلغ أجزاؤها ستة وأربعين، ورؤياه جزء واحد منها، وفي رواية يأتي بعضها من خمسة وأربعين وسبعة وأربعين وأربعة وأربعين وسبعين وخمسين وأربعين وخمس وعشرين وست وعشرين وستين، فهذه عشر روايات أكثرها في الصحيحين، ولا سبيل إلى أخذ بعضها، وطرح الباقي، كما قال الماوردي قال: وأصحها وأشهرها عند المحدثين: الأولى، وفي الجمع بينها وجوه؛ منها: الاختلاف بمراتب الأشخاص في الكمال والنقص وما بينهما من النسب، ومنها: أن اختلاف العدد وقع بحسب الوقت الذي حدث فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه لما أكمل ثلاث عشرة سنة بعد البعثة حدث بأنها جزء من ستة وعشرين فلما أكمل عشرين حدث بأربعين فلما أكمل ثنتين وعشرين حدث بأربعة وأربعين ثم بعد ذلك بخمسة وأربعين ثم حدث بستة وأربعين في آخر حياته، ورواية الخمسين لجبر الكسر، والسبعين للمبالغة، ومنها: أن هذه التجزئة في طرق الوحي؛ إذ منه ما سمع من الله بلا واسطة، ومنه بالملك، ومنه بالإلهام، ومنه في المنام، ومنه كصلصلة الجرس، وغير ذلك، فتكون تلك الحالات إذا عدت غايتها إلى سبعين، ومنها: أن من كان في صلاحه وصدقه على رتبة كاملة يناسب كمال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءا من نبوة ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكمالاتهم متفاضلة فكذا نسبة مقامات العارفين، واستوجهه في المفهم، وعبر بالنبوة دون الرسالة؛ لأن الرسالة تزيد عليها بالتبليغ بخلاف النبوة المجردة فإنها على بعض المغيبات

(حم ق عن أنس حم ق د ت عن عبادة بن الصامت حم ق هـ عن أبي هريرة ) وفي الباب ابن مسعود وسمرة وحذيفة وغيرهم



الخدمات العلمية