الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4553 - (زار رجل أخا له في قرية، فأرصد الله له ملكا على مدرجته فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته) (حم خد م) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(زار رجل أخا له في قرية) ؛ أي: أراد زيارة أخيه، وهو أعم من كونه أخا حقيقة أو مجازا (فأرصد الله له) ؛ أي: وكل بحفظه، يقال أرصده لكذا، إذا وكله بحفظه (ملكا) من الملائكة (على مدرجته) ؛ أي: هيأ على طريقه ملكا، وأقعده يرقبه، والمدرجة؛ بفتح الميم والراء والجيم: الطريق سميت به؛ لأن الناس يدرجون فيها؛ أي: يمشون (فقال أين تريد؟ قال) أريد (أخا لي في هذه القرية) ؛ أي: أزوره، فإن قيل: السؤال عن القصد، والجواب غير مطابق له، قلنا: في الحديث بيان لمقصده ومقصوده (فقال هل له عليك من نعمة؟) ؛ أي: هل لك من حق واجب عليه من النعم الدنيوية (تربها) بفتح المثناة الفوقية وضم الراء وشدة الموحدة التحتية؛ أي: تملكها وتستوفيها أو معناه تقوم بها وتسعى في صلاحها وتحفظها وتراعيها كما يربي الرجل ولده (قال لا، إلا أني أحبه في الله) ؛ أي: ليس لي داعية إلى زيارته إلا محبتي إياه في جنب رضى الله (قال فإني رسول الله إليك أن الله) كذا بخط المصنف، وفي نسخ وهي رواية (بأن الله) فالجار والمجرور متعلق برسول (أحبك كما أحببته) ؛ أي: رحمك ورضي عنك، وأراد بك الخير بسبب ذلك، وأفاد فضل الحب في الله، وأنه سبب لحب الله، وفضل زيارة الأولياء والأحباب، وأن الآدمي يرى الملك ويكلمه، قال الغزالي : زيارة الإخوان في الله من جواهر عبادة الله، وفيها الزلفة الكريمة إلى الله، مع ما فيها من ضروب الفوائد وصلاح القلب، لكن بشرطين: أحدهما: أن لا يخرج إلى الإكثار والإفراط، كما أفاده الخبر الآتي الثاني: أن يحفظ حق ذلك بالتجنب عن الرياء والتزين، وقول اللغو والغيبة ونحو ذلك، وقال البوني: هذا يشير إلى أن من صعد بحركة بعقد صحيح، غير ملتفت فيه لغير الله تعالى أمده الله تعالى بأنوار إيمانية، وقوة روحانية، ومحبة عرفانية

(حم خد م) في الأدب (عن أبي هريرة ) ولم يخرجه البخاري



الخدمات العلمية