الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4649 - (سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يكتوون (ولا يكوون) ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) ( البزار ) عن أنس

التالي السابق


(سبعون ألفا من أمتي) يعني: سبعون ألف زمرة بقرينة تعقبه في خبر مسلم بقوله (زمرة واحدة منهم على صورة القمر) ، (يدخلون الجنة بغير حساب) ولا عذاب، بدليل رواية (ولا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا) (هم الذين لا يكتوون ولا يكوون ولا يسترقون) ليس في البخاري "ولا يسترقون"، قال ابن تيمية: وهو الصواب، وإنما هي لفظة وقعت مقحمة في هذا الحديث، وهي غلط من بعض الرواة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الوصف الذي استحق به هؤلاء دخولها بغير حساب تحقيق التوحيد وتجريده، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم (ولا يتطيرون) ؛ لأن الطيرة نوع من الشرك (وعلى ربهم يتوكلون) قدم الظرف ليفيد الاختصاص؛ أي: عليه لا على غيره، وهذه درجة الخواص المعرضين عن الأسباب بالكلية الواقفين مع المسبب، ولا ينظرون سواه، فكمل تفويضهم وتوكلهم من كل وجه، ولم يكن لهم اختيار لأنفسهم ليفعلوا شيئا منها، قال المظهر: يحتمل أن يراد بقوله "سبعون" العدد، وأن يراد الكثرة ورجح باختلاف الأخبار في المقدار، فروي "مائة ألف"، وروي "مع كل واحد من السبعين ألفا سبعون ألفا" وغير ذلك

( البزار ) في مسنده (عن أنس) قال العلائي: حديث غريب من حديث أنس، صحيح من حديث غيره، وقال تلميذه الهيثمي : رواه البزار ، وفيه مبارك أبو سحيم، وهو متروك، وقال غيره: المبارك واه جدا



الخدمات العلمية