1352 1353 1354 1355 1356 ص: فكان من الحجة عليهم في ذلك ما سنبينه إن شاء الله تعالى:
أما ما روي في ذلك عن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن أبي الزناد الذي بدأنا بذكره في أول هذا الباب:
فإن قد حدثنا، قال: ثنا أبا بكرة قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا أبو بكر النهشلي، عاصم بن كليب ، عن أبيه: "أن - رضي الله عنه - عليا كان يرفع يديه في أول تكبيرة من الصلاة ثم لا يرفع بعد".
حدثنا قال: ثنا ابن أبي داود، ، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبو بكر النهشلي عاصم ، عن أبيه -وكان من أصحاب علي - رضي الله عنه - عن مثله. علي
قال -رحمه الله-: فحديث أبو جعفر عاصم بن كليب هذا قد دل على أن حديث ابن أبي الزناد الذي رويناه في الفصل الأول من هذا الباب على أحد وجهين: إما أن يكون سقيما في نفسه ولا يكون في ذكر الرفع أصلا كما قد رواه غيره:
فإن ابن خزيمة حدثنا، قال: ثنا (ح). عبد الله بن رجاء
وحدثنا قال: ثنا ابن أبي داود، عبد الله بن صالح وأحمد بن خالد الوهبي، قالوا: ثنا ، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عبد الله بن الفضل ... . ثم ذكروا مثل حديث ابن أبي الزناد في إسناده ومتنه ولم يذكروا الرفع في شيء من ذلك.
قال -رحمه الله-: فإن كان هذا هو المحفوظ، وحديث أبو جعفر خطأ، فقد ارتفع بذلك أن يجب لكم بحديث خطأ حجة، وإن كان ما روى ابن أبي الزناد ابن أبي الزناد صحيحا لأنه زاد على ما روى غيره فإن عليا - رضي الله عنه - لم يكن ليرى النبي - عليه السلام - يرفع ثم يترك هو الرفع بعده، وإلا قد ثبت عنده نسخ الرفع، فحديث علي - رضي الله عنه - إذا صح ففيه أكبر الحجة لقول من لا يرى الرفع.