الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1234 1235 1236 1237 1238 1239 ص: حدثنا عبد الرحمن بن الجارود ، قال: ثنا عبيد الله بن موسى ، قال: أنا ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤمنا فيجهر ويخافت، فجهرنا فيما جهر وخافتنا فيما خافت، وسمعته يقول: لا صلاة إلا بقراءة". .

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: أنا سهل بن بكار، قال: ثنا أبو عوانة ، عن رقبة ، عن عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "في كل الصلاة قراءة فما أسمعنا رسول الله - عليه السلام - أسمعناكم، وما أخفاه علينا أخفيناه عليكم".

                                                حدثنا محمد بن النعمان السقطي ، قال: ثنا يحيى بن يحيى، قال: ثنا يزيد بن زريع ، عن حبيب المعلم ، عن عطاء ، عن أبي هريرة مثله.

                                                حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن جريج ، عن عطاء، قال: سمعت أبا هريرة يقول ... فذكر نحوه.

                                                حدثنا محمد بن النعمان، قال: ثنا الحميدي، قال: ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ... فذكر مثله بإسناده.

                                                حدثنا محمد بن بحر بن مطر ، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال: ثنا حبيب المعلم ، عن عطاء ، عن أبي هريرة، مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ستة طرق عن أبي هريرة:

                                                الأول: عن عبد الرحمن بن الجارود أبي بشر الكوفي ثم البغدادي ، عن عبيد الله بن موسى بن أبي المختار. واسمه باذام العبسي أبي محمد الكوفي شيخ البخاري وأحمد .

                                                عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الفقيه قاضي الكوفة، فيه مقال، فعن أحمد: كان يحيى بن سعيد يضعفه. وعن ابن معين: ليس بذاك. وقال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به. وروى له الأربعة.

                                                [ ص: 31 ] عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" : عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن أبي هريرة قال: "كان النبي - عليه السلام -يؤمنا، فيجهر ويخافت ... " إلى آخره نحوه سواء.

                                                قوله: "فيجهر" أي في بعض الصلوات كالمغرب والعشاء والصبح والجمعة وصلاة العيد.

                                                و"يخافت" أي يسر بالقراءة في بعضها كالظهر والعصر، وهو من الخفت وهو ضد الجهر، من خفت يخفت خفتا ويخافت من المخافتة، وهي المفاعلة، ولا يدل على المشاركة; لأنه بمعنى الثلاثي كالمسافرة بمعنى السفر، والمسارعة بمعنى الإسراع.

                                                قوله: "لا صلاة" أي لا صلاة جائزة أو صحيحة إلا بقراءة القرآن، وهو يتناول سائر الصلوات من الفرائض والنوافل; لأن النكرة في موضع النفي تعم.

                                                ويستفاد منه: أن بعض الصلوات يجب الإخفاء فيها بالقراءة، وبعضها الجهر بها، وأن كمال الصلاة بالمتابعة، وأن جميع الصلوات لا تجوز إلا بالقراءة ردا على من أنكر وجوبها فيها مطلقا، أو في الظهر والعصر عند البعض، وأن المراد من القرآن مطلق القراءة سواء كان فاتحة الكتاب أو غيرها. فافهم.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن سهل بن بكار بن بشر الدارمي البصري المكفوف شيخ البخاري وأبي داود ، عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري ، عن رقبة بن مصقلة -بكسر الميم، وسكون الصاد ويقال بالسين- العبدي الكوفي من رجال الجماعة، ابن ماجه في التفسير.

                                                عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة .

                                                [ ص: 32 ] وأخرجه النسائي : أنا محمد بن قدامة، قال: ثنا جرير ، عن رقبة ، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: "كل صلاة يقرأ فيها، فما أسمعنا رسول الله - عليه السلام - أسمعناكم، وما أخفاها أخفينا منكم".

                                                قوله "في كل صلاة قراءة" أي تجب في جميع الصلوات قراءة القرآن، سواء كانت فرضا أو نفلا، وسواء كانت مما يجهر بها أو مما يخافت فيها.

                                                وقوله في رواية النسائي: "يقرأ فيها" على صيغة المجهول أي يقرأ القرآن، وروي نقرأ -بالنون- أي: نحن نقرأ; فدل الحديث على الجهر والإخفاء، وأجمعت الأمة على الجهر بالقراءة في الصبح، وأولتي المغرب والعشاء، والجمعة، وعلى الإسرار في الظهر والعصر، وثالثة المغرب، وأخريي العشاء.

                                                واختلفوا في العيد: فعندنا والشافعي يجهر. وفي الاستسقاء: فعند أبي يوسف ومحمد والشافعي وأحمد: يجهر فيها بالقراءة. وفي الكسوف والخسوف فلا جهر فيهما عند أبي حنيفة ومحمد، وقال أبو يوسف وأحمد: فيهما الجهر. وقال الشافعي: في الكسوف يسر، وفي الخسوف يجهر. وأما بقية النوافل ففي النهار لا جهر فيها، وفي الليل يتخير. وقال النووي: وفي نوافل الليل قيل: يجهر فيها، وقيل: يخير بين الجهر والإسرار.

                                                الثالث: عن محمد بن النعمان السقطي ، عن يحيى بن يحيى النيسابوري ، عن يزيد بن زريع البصري ، عن حبيب بن أبي قريبة المعلم أبي محمد البصري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة .

                                                وإسناده على شرط مسلم .

                                                وأخرجه مسلم : ثنا يحيى بن يحيى، قال: أنا يزيد بن زريع ، عن حبيب المعلم ، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: "في كل صلاة قراءة فما أسمعنا - صلى الله عليه وسلم -

                                                [ ص: 33 ] أسمعناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم، فمن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت منه، ومن زاد فهو أفضل".

                                                الرابع: عن يونس بن عبد الأعلى المصري شيخ مسلم ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الملك بن جريج المكي ، عن عطاء بن أبي رباح .

                                                وأخرجه البخاري : ثنا مسدد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع أبا هريرة يقول: "في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول الله - عليه السلام - أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير".

                                                الخامس: عن محمد بن النعمان ، عن عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبيد الله بن حميد أبي بكر الحميدي شيخ البخاري ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" : عن ابن جريج ، عن عطاء، قال: سمعت أبا هريرة يقول: "في كل صلاة قراءة، فما أسمعناه رسول الله - عليه السلام - أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم، فسمعته يقول: لا صلاة إلا بقراءة".

                                                السادس: عن محمد بن بحر بن مطر البغدادي ، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، عن حبيب المعلم ، عن عطاء ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد ، عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون وحبيب ، عن عطاء بن أبي رباح، أن أبا هريرة قال: "في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا النبي - عليه السلام - أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم".




                                                الخدمات العلمية