الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1222 1223 1225 ص: فأما ما روي عن النبي - عليه السلام - خلاف ما رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - من ذلك; فإن أبا بكرة بكار بن قتيبة; حدثنا، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أباه أخبره:; أن رسول الله - عليه السلام - كان يقرأ في الظهر والعصر، فيسمعنا الآية أحيانا".

                                                [ ص: 15 ] حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام - نحوه.

                                                حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي، قال: ثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال: حدثني عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، قال: " كان رسول الله - عليه السلام - يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الأوليين من صلاة الظهر والعصر ويسمعنا الآية أحيانا". :

                                                التالي السابق


                                                ش: شرع في بيان ما وعد ببيانه بقوله: "لأن غيره قد تحقق قراءة رسول الله - عليه السلام - فيهما مما سنذكره في موضعه من هذا الباب" وروى ذلك عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - منهم أبو قتادة واسمه الحارث بن ربعي الأنصاري فارس رسول الله - عليه السلام -.

                                                وأخرج حديثه من ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار بن قتيبة القاضي ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي أبي بكر النصري -بالنون- واسم أبي عبد الله سنبر .

                                                عن يحيى بن أبي كثير الطائي أبي نصر اليمامي، واسم أبي كثير صالح بن المتوكل عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه.

                                                وأخرجه البخاري : ثنا المكي بن إبراهيم ، عن هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال: "كان النبي - عليه السلام - يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة سورة، ويسمعنا الآية أحيانا".

                                                ومسلم: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا همام وأبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ... إلى آخره نحوه، وفي آخره "ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب".

                                                [ ص: 16 ] وأبو داود : ثنا مسدد، ثنا يحيى ، عن هشام بن أبي عبد الله .

                                                ونا ابن المثنى، نا ابن أبي عدي ، عن الحجاج -وهذا لفظه- عن يحيى ، عن عبد الله بن أبي قتادة -قال ابن المثنى: وأبي سلمة- ثم اتفقا على أبي قتادة قال: "كان النبي - عليه السلام - يصلي بنا يقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحيانا، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر، ويقصر الثانية، وكذلك في الصبح". لم يذكر مسدد فاتحة الكتاب وسورة.

                                                والنسائي : أخبرني يحيى بن درست، قال: ثنا أبو إسماعيل، قال: ثنا خالد، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، أن عبد الله بن أبي قتادة حدثه، عن أبيه، عن النبي - عليه السلام - قال: "كان يصلي بنا الظهر فيقرأ في الركعتين الأوليين، فيسمعنا الآية كذلك، وكان يطيل الركعة في صلاة الظهر، والركعة الأولى يعني من صلاة الصبح".

                                                وابن ماجه: ثنا بشر بن هلال الصواف، ثنا يزيد بن زريع، نا هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال: "كان رسول الله - عليه السلام - يقرأ بنا في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر، ويسمعنا الآية أحيانا".

                                                قوله: "في الظهر" أي في صلاة الظهر وصلاة العصر.

                                                قوله: "أحيانا" أي في بعض الأحيان، وهو جمع حين وهو الوقت.

                                                وهذا محمول على أنه أراد بيان جواز الجهر في القراءة السرية وأن الإسرار ليس بشرط لصحة الصلاة، بل هو سنة، ويحتمل أن الجهر بالآية كان يحصل بسبق اللسان للاستغراق في التدبر.

                                                الثاني: عن أبي بكرة أيضا، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ... إلى آخره.

                                                [ ص: 17 ] وأخرجه النسائي أيضا: أنا عمران بن يزيد بن خالد بن مسلم يعرف بابن أبي جميل الدمشقي، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، قال: ثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عبد الله بن أبي قتادة، قال: ثنا أبي: "أن رسول الله - عليه السلام - كان يقرأ بأم القرآن وسورتين في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر، ويسمعنا الآية أحيانا، وكان يطيل في الركعة الأولى".

                                                الثالث: عن محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني أبي بكر السكري شيخ أبي داود والنسائي أيضا، وثقه ابن يونس وابن أبي حاتم .

                                                عن الوليد بن مسلم الدمشقي من رجال الجماعة، عن الأوزاعي ... إلى آخره.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده" : ثنا أبو المغيرة، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه: "أن النبي - عليه السلام - كان يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر، ويسمعنا الآية أحيانا، وكان يطول في الركعة الأولى".




                                                الخدمات العلمية