الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1513 ص: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، قال: ثنا أصبغ بن الفرج، قال: ثنا الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: " أنه كان إذا سجد بدأ بوضع يديه قبل ركبتيه، وكان يقول: كان النبي - عليه السلام - يفعل ذلك". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وعلي بن عبد الرحمن هو المعروف بعلان; قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بمصر وهو صدوق. وروى له النسائي في اليوم والليلة" حديثا واحدا.

                                                وأصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع الفقيه وراق عبد الله بن وهب، شيخ البخاري .

                                                والدراوردي هو عبد العزيز بن محمد، روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره، ونسبته إلى دراورد قرية بخراسان.

                                                وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم -، أبو عثمان المدني، أحد مشايخ أبي حنيفة، روى له الجماعة.

                                                [ ص: 394 ] وأخرجه الدارقطني في "سننه" : ثنا الحسن بن الحسن بن عبد الرحمن القاضي، ثنا محمد بن أصبغ بن الفرج، حدثنا أبي، ثنا عبد العزيز الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أن رسول الله - عليه السلام - كان إذا سجد يضع يديه قبل ركبتيه".

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه" : من حديث الدراوردي عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، قال: وكان النبي - عليه السلام - يفعل ذلك" ثم قال: رواه ابن وهب وأصبغ ومحرز بن سلمة ، عن عبد العزيز، ولا أراه إلا وهما، فالمشهور عن ابن عمر ما رواه حماد بن زيد وابن علية ، عن أيوب، عن نافع عنه قال: "إذا سجد أحدكم فليضع يديه، فإذا رفع فليرفعهما، فإن اليدين يسجدان كما يسجد الوجه".

                                                قلت: الذي أخرجه الطحاوي أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، والحديث الذي علله به فيه نظر; لأن كلا منهما منفصل عن الآخر، وحديث أبي هريرة الذي يأتي دلالته قولية، وقد تأيد بحديث ابن عمر هذا، فحينئذ يمكن أن يرجح على حديث وائل الذي يأتي; لأن دلالته فعلية على ما هو الأرجح عند الأصوليين، ولهذا قال النووي في "شرح المهذب": لا يظهر لي الآن ترجيح أحد المذهبين من السنة.

                                                ولكن الطحاوي رجح حديث أبي وائل; لأن الحديث لم يختلف عنه بخلاف حديث أبي هريرة فإنه قد اختلف عنه على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.




                                                الخدمات العلمية