الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1364 ص: وأما ما رووه عن أبي هريرة من ذلك فإنما هو من حديث إسماعيل بن عياش ، عن صالح بن كيسان، . وهم لا يجعلون إسماعيل فيما روى عن غير الشاميين حجة، فكيف يحتجون على خصمهم بما لو احتج بمثله عليهم لم يسوغوه إياه.
ش: هذا جواب عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عنه: nindex.php?page=hadith&LINKID=677363 "أن رسول الله - عليه السلام - nindex.php?page=treesubj&link=1558_1557_32605كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد"، بيانه أن في إسناد هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش بن سليم الشامي الحمصي، وهؤلاء الذين يذهبون إلى هذا الحديث لا يجعلون إسماعيل هذا حجة فيما يرويه عن غير الشاميين وإنما يجعلونه حجة إذا روى عن الشاميين، فكيف يحتجون به ها هنا والحال أنه رواه عن [ ص: 192 ] nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان المدني، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15863دحيم: إسماعيل في الشاميين غاية، وخلط عن المدنيين. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14909الفسوي: يغرب عن ثقات الحجازيين. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين: nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: ضعيف. وقال ابن حيان: كثير الخطأ في حديثه، فخرج عن حد الاحتجاج به. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة: لا يحتج به.
قوله: "بما لو احتج" أي بالذي لو احتج الخصم "بمثله" أي بمثل هذا الحديث "عليهم" أي على الذين ذهبوا إلى حديث إسماعيل هذا "يسوغوه إياه" أي لم يجوزوا الاحتجاج "إياه" أي الخصم; فافهم.