1634 1635 ص: وكان من الحجة للفريقين جميعا على أهل المقالة الأولى: أن ما روي عن النبي - عليه السلام - من قوله: " تحليلها التسليم" إنما روي عن علي - رضي الله عنه -، فقد روي عن علي - رضي الله عنه - من رأيه في مثل ذلك ما يدل على أن معنى قول رسول الله - عليه السلام - ذلك كان عنده على غير ما حمله عليه أهل المقالة الأولى.
فذكروا ما حدثنا قال: ثنا أبو بكرة، ، عن أبو عاصم ، عن أبي عوانة ، عن الحكم عاصم بن ضمرة، عن - رضي الله عنه - قال: علي "إذا رفع رأسه من آخر سجدة فقد تمت صلاته".
قال -رحمه الله-: فهذا أبو جعفر - رضي الله عنه - قد روى عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "وتحليلها التسليم" ولم يكن ذلك عنده على أن الصلاة لا تتم إلا بالتسليم إذ كانت تتم عنده بما هو قبل التسليم، وكان معنى "وتحليلها التسليم" عنده إنما هو التحليل الذي ينبغي أن يحل به لا بغيره، والتمام الذي لا يجب -بما يحدث بعده إعادة الصلاة- غيره. علي