الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة [ ما وضع له القياس ]

                                                      اختلف أصحابنا كما قاله الأستاذ أبو إسحاق فيما وضع له اسم " القياس " على قولين : " أحدهما " أنه استدلال المجتهد وفكره المستنبط ، " والثاني " أنه المعنى الذي يدل على الحكم في أصل الشيء وفرعه . قال : وهذا هو الصحيح ومن فر منه فإنما فر لشبهة تعود إليه في الحقيقة ، لأنه قبل القياس لا بد من أن يكون له أصل وفرع ، فإن كان أصلا فقد وجب وجوده في كل ما يسمى به واستغنى عن الإلحاق ، وإن كان فرعا لم يجز أن يكون دليلا على غيره ، ووجب أن يكون له أصل يستنبط به . ثم الكلام في أصله كالكلام فيه لنفسه . وهذا بعينه يستشكل على القائل الأول بأن يقال : المجتهد إما أن يكون مأمورا بالنظر والإلحاق ، فإن لم يكن لم يتوجه عليه الطلب عند نزول الحادثة ، وإن كان مأمورا ، فإما أن يكون أصلا أو فرعا ثم يعود ما سبق . ومهما كان جوابه فهو جوابنا .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية