الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة

                                                      المحققون من أصحابنا كما قاله ابن السمعاني على أن العلة لا بد من الدليل على صحتها ، لأنها شرعية كالحكم ، فكما لا بد من الدليل على الحكم فكذا العلة . قالوا : وإذا ثبت متفق عليه وادعى أنه معلل بمعنى أبداه فهو مطالب بتصحيح دعواه في الأصل ، وقد ذكر بعض الجدليين أنه لا تسوغ هذه المطالبة ، لكن على المعترض أن يبطل معناه الذي ذكره إن كان عنده مبطل له . وهذا ليس بشيء ، والصحيح هو الأول لما بيناه من فساد الطرد ، وستأتي مسالك العلة الدالة على صحتها ، وقال ابن فورك : من أصحابنا من قال : نعلم صحة العلة بوجود الحكم بوجودها وارتفاعه بارتفاعها ولا يرفعها أصل ، منهم من قال : يحتاج إلى دلالتين يعلم بأحدهما أنه علة وبالآخر [ ص: 165 ] أنها صحيحة ، ومنهم من قال : إذا دل الدليل على أنه علة لم يحتج إلى غيرها ، لأن الفائدة ليست بعلة . واختلف أصحابنا في الجريان ، هل هو دلالة صحة العلة أم لا ؟ على وجهين ومعنى الجريان هو استمرارها على الأصول حتى لا يدفعها أصل ثابت .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية