فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين .
[133] فأرسلنا عليهم الطوفان وهو السيل الشديد، ودخل بيوتهم حتى بلغ تراقيهم، فمن جلس منهم غرق، ودام سبعة أيام من السبت إلى السبت، ولم يدخل بيت إسرائيلي مع اشتباكها ببيوتهم، فقالوا لموسى: ادع ربك يكشف عنا، ونحن نؤمن بك، ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا، فرفع، فأخصبت بلادهم، فلم يؤمنوا. [ ص: 24 ]
والجراد المعروف، بعث عليهم بعد الطوفان، فأكل جميع نباتهم وثيابهم، وسقوف بيوتهم وأبوابها، ولم يضر بإسرائيلي، فقالوا له: اكشف عنا نؤمن، فأشار بعصاه شرقا وغربا، فذهب الجراد من حيث جاء، وفي الخبر: مكتوب على صدر كل جرادة: جند الله الأعظم، فلم يؤمنوا.
والقمل بعث عليهم بعد الجراد، قيل: هو جراد بلا أجنحة، وقيل: هو القمل المعروف، وقيل: هو السوس يخرج من الحنطة، فأكل ما ترك الجراد وأشعارهم وأبشارهم، وآلمهم قرصا، وخبث عليهم أطعمتهم لوقوعها فيها وفي أفواههم، ولم يضر بإسرائيلي، فاستغاثوا بموسى، فدعا، فرفع عنهم، فلم يؤمنوا.
والضفادع بعثت عليهم بعد القمل، فملأت بيوتهم وأطعمتهم، وخبثتها عليهم، ودخلت أفواههم، فاستغاثوا بموسى، فدعا، فرفع عنهم، فلم يؤمنوا.
والدم بعث عليهم بعد الضفادع، فصارت جميع مياههم دما أحمر عبيطا، فكان فرعون يجمع بين القبطي والإسرائيلي على الإناء الواحد، فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء، وما يلي القبطي دما، وتأخذ المرأة الإسرائيلية الماء في فمها فتلقيه في في القبطي فيصير دما، وجعل فرعون يمضغ الشجار فيصير ماؤها في فيه دما.
آيات مفصلات مبينات، حال من هذه المذكورات، وتفصيلها أن كان كل عذاب أسبوعا، وبين كل عذابين شهر، روي أن موسى بقي بعدما [ ص: 25 ] غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات.
فاستكبروا عن الآيات وكانوا قوما مجرمين .
* * *