الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون .

[71] واتل أي: اقرأ يا محمد عليهم على أهل مكة نبأ خبر نوح إذ قال لقومه وهم ولد قابيل بن آدم.

يا قوم إن كان كبر عظم وشق عليكم مقامي طول مكثي بينكم.

وتذكيري تحذيري بآيات الله بأدلته، فعزمتم على قتلي وطردي.

فعلى الله توكلت وثقت به فأجمعوا أمركم قراءة العامة: فأجمعوا بالقطع وكسر الميم؛ أي: أحكموه.

وشركاءكم أي: آلهتكم، ونصب (شركاءكم) بفعل محذوف تقديره: وادعوا شركاءكم فاستعينوابها، وقرأ رويس عن يعقوب بخلاف عنه: (فاجمعوا) بوصل الهمزة وفتح الميم، من الجمع، ووردت عن نافع، وقرأ يعقوب: (وشركاؤكم) بالرفع؛ أي: فأجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم.

ثم لا يكن أمركم في قصدي بالهلاك عليكم غمة خفيا، بل جاهروني به ثم اقضوا إلي أمضوا ما في أنفسكم. [ ص: 301 ]

ولا تنظرون لا تؤخرون. أثبت يعقوب الياء في (تنظروني).

تلخيصه: اقصدوا هلاكي بكل طريق سريعا، فلا خوف عندي؛ لوثوقي بالله.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية