الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين .

[110] حتى إذا استيئس الرسل (حتى) متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام؛ كأنه قيل: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا، فتراخى نصرهم، حتى إذا استيأسوا عن النصر.

وظنوا أنهم قد كذبوا قرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، [ ص: 471 ] وأبو عمرو، ويعقوب: (كذبوا) بالتشديد، يعني: الرسل ظنوا أن الأمم قد كذبوهم تكذيبا لا يرجى بعده إيمانهم، وظنوا بمعنى: أيقنوا، وقرأ الباقون: (كذبوا) بالتخفيف، معناه: ظن الأمم أن الرسل كذبوا في وعيد العذاب.

جاءهم يعني: الرسل نصرنا فنجي من نشاء قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: (فنجي) بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسم فاعله، وقد أجمعت المصاحف على كتابته بنون واحدة، وقرأ الباقون: بنونين، الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وتخفيف الجيم وإسكان الياء؛ أي: نحن ننجي من نشاء عند نزول العذاب، وهم المؤمنون.

ولا يرد بأسنا عذابنا عن القوم المجرمين أي: المشركين.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية