الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار .

[16] قل للمشركين استفهام إنكار من رب السماوات والأرض خالقها [ ص: 486 ] ومدبرها، فإن لم يعترفوا، فأنت قل الله ربهما وإن اعترفوا.

قل أنت إلزاما لهم: أفاتخذتم من دونه أي: دون الله.

أولياء أصناما.

لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ومن لا يملك لنفسه شيئا، فلا يملك لغيره، ومن هو كذلك، فكيف يعبد ويتخذ وليا. قرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب: (أفتخذتم) بإظهار الذال عند التاء، والباقون: بالإدغام، ثم ضرب لهم مثلا فقال:

قل هل يستوي الأعمى والبصير يعني: الكافر والمؤمن أم هل تستوي الظلمات والنور يعني: الكفر والإيمان. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر عن عاصم (أم هل يستوي) بالياء على التذكير؛ لأنه تأنيث غير حقيقي، والفعل مقدم، وقرأ الباقون: بالتاء على التأنيث؛ لأنه مؤنث لم يفصل بينه وبين فاعله شيء، ثم استفهم منكرا معجبا منهم فقال:

أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم المعنى: لم يتخذوا آلهة يخلقون شيئا فيشتبه خلقهم بخلق الله تعالى.

قل الله خالق كل شيء بلا شريك، فيعبد بلا شركة.

وهو الواحد المتوحد بالألوهية القهار الغالب على كل شيء.

* * * [ ص: 487 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية