الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين .

[43] فأذن - صلى الله عليه وسلم - لجماعة من المنافقين بالتخلف، فقال تعالى مقدما العفو على العتب تأنيا وتطيبا لقلبه - صلى الله عليه وسلم -:

عفا الله عنك أي: دام لك العفو، وهو افتتاح كلام بمنزلة: أصلحك الله وأعزك الله، أخبره بالعفو قبل أن يخبره بالذنب، ولو بدأه - صلى الله عليه وسلم - بقوله لم أذنت لهم لخيف عليه أن ينشق قلبه من هيبة هذا الكلام، لكن الله تعالى برحمته أخبره بالعفو حتى سكن قلبه، ثم قال له: لم أذنت لهم بالتخلف؟ وهلا أخرتهم حتى يتبين لك الذين صدقوا في اعتذارهم وتعلم الكاذبين أي: تعلم من لا عذر له، قال ابن [ ص: 191 ] عباس: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف المنافقين يومئذ.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية