ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين .
[150] ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا شديد الغضب، وقيل: حزينا.
قال بئسما خلفتموني قمتم مقامي; أي: بئسما عملتم.
من بعدي أي: بعد ذهابي. قرأ الكوفيون، وابن عامر، (بعدي) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها. ويعقوب:
أعجلتم أستبقتم بعبادة العجل. [ ص: 39 ]
أمر ربكم وهو انتظار موسى ليأتيهم بالتوراة بعد أربعين ليلة، وأصل العجلة: طلب الشيء قبل حينه.
وألقى الألواح التي فيها التوراة غضبا لدينه، وكان حاملا لها، فتكسرت، فرفع ستة أسباع التوراة، وبقي سبعها، وهو ما فيه الموعظة والأحكام، ورفع ما كان من أخبار الغيب.
وأخذ برأس أخيه أي: بشعر رأسه ولحيته يجره إليه غضبا عليه; كيف مكنهم من عبادة العجل، وكان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين، وأحب إلى بني إسرائيل; لرقته لهم.
قال هارون عند ذلك: ابن أم قرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، عن وأبو بكر (ابن أم) بكسر الميم; أي: يا بن أمي، فحذفت الياء بالإضافة، وبقيت الكسرة لتدل على الإضافة; كقوله: (يا عباد)، وقرأ الباقون: بالفتح; أي: يا بن أماه، وذكر الأم ليرققه عليه، وكانا من أب وأم. عاصم:
إن القوم يعني: عبدة العجل.
استضعفوني وكادوا هموا أن.
يقتلونني فلا تشمت تفرح بي الأعداء بإهانتك إياي.
ولا تجعلني مع القوم الظالمين بعبادة العجل; أي: قرينا لهم.
* * * [ ص: 40 ]