فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون .
[169] فخلف من بعدهم أي: فخلف بعد المذكورين جماعة، وهم من عاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، والخلف بفتح اللام: الصالح، وبالسكون: الطالح، والتلاوة بسكون اللام.
ورثوا الكتاب أي: التوراة.
يأخذون عرض هذا الأدنى هذا الشيء الدنيء من حطام الدنيا، وهو الرشوة لتغيير بعض ما في التوراة، وصفة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ويقولون سيغفر لنا لا نؤاخذ بذلك.
وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه أي: يرجون المغفرة وهم عائدون إلى مثل فعلهم، والمغفرة إنما تحصل للتائب. قرأ رويس عن (يأتهم) بضم الهاء. [ ص: 55 ] يعقوب:
ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أي: إنما أخذ عليهم العهد في التوراة.
أن لا يقولوا على الله إلا الحق والمراد توبيخهم على البت بالمغفرة مع عدم التوبة، وليس في التوراة إيعاد المغفرة مع الإصرار.
ودرسوا أي: قرؤوا.
ما فيه وعلموه.
والدار الآخرة خير للذين يتقون مما يأخذ هؤلاء.
أفلا تعقلون فيعلمون ذلك. قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب، وحفص عن (تعقلون) بالخطاب، والباقون: بالغيب. عاصم:
* * *