إسلام ويب - فتح الرحمن في تفسير القرآن - سورة الأنفال

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين .

[9] إذ تستغيثون أي: اذكر إذ تستغيثون ربكم واستغاثتهم [ ص: 92 ] أنهم لما علموا أن لا محيص من القتال، أخذوا يقولون: أي رب! انصرنا على عدوك، أغثنا يا غياث المستغيثين.

وعن عمر رضي الله عنه: لما نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مئة وبضعة عشر، دخل العريش هو وأبو بكر، واستقبل القبلة، ومد يديه يدعو: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" وما زال كذلك حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأخذه أبو بكر فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: "يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك; فإنه سينجز لك ما وعدك".

فاستجاب لكم أني أي: بأني ممدكم معينكم.

بألف من الملائكة مردفين قرأ نافع، وأبو جعفر، ويعقوب: (مردفين) بفتح الدال; أي: أردف الله المسلمين، وجاء بهم مددا، وقرأ الباقون: بكسر الدال; أي: متتابعين بعضهم في إثر بعض.

وروي أنه نزل جبريل في خمس مئة، وميكائيل في خمس مئة في صورة الرجال على خيل بلق عليهم ثياب بيض، وعلى رؤوسهم عمائم بيض قد أرخوا أطرافها بين أكتافهم. [ ص: 93 ]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: "هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب".

وقال ابن عباس: "كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض، ويوم حنين عمائم حمر، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر، وكانوا يكونون فيما سواه عددا ومددا".

وتقدم في سورة آل عمران أن جبريل كان يوم بدر بعمامة صفراء على مثال عمامة الزبير بن العوام.

* * *