براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين .
[1] قوله تعالى: براءة خروج من الشيء، ومفارقة له بشدة، والتقدير: هذه براءة من الله ورسوله مبتدأ، خبره إلى الذين عاهدتم أيها المؤمنون.
من المشركين والمعنى: أن الله ورسوله قد برءا من العهد الذي عاهدتم به المشركين، روي أنه لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك، كان المنافقون يرجفون الأراجيف، وجعل المشركون ينقضون عهودا كانت [ ص: 149 ] بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر الله بنقض عهودهم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي عاهدهم عاما على ألا يصد أحد عن البيت الحرام، ونحو هذا من الموادعات، وأصحابه كلهم راضون بذلك، فكأنهم عاهدوا، فنسب العهد إليهم، وكذلك ما عقده أئمة الكفر على قومهم منسوب إليهم يؤاخذون به؛ إذ لا يمكن غير ذلك؛ لأن تحصيل الرضا من الجميع متعذر، فإذا عقد الإمام لما يرى من المصلحة أمرا، لزم جميع الرعايا.
* * *