الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين .

[37] إنما النسيء هو تأخير تحريم المحرم إلى صفر؛ لحاجتهم إلى القتال فيه، ومنه النسيئة في البيع، يقال: أنسأ الله أجله؛ أي: أخر. قرأ ورش عن نافع، وأبو جعفر: بتشديد الياء بغير همز، فعيل من أنسأته أخرته، قلبت الهمزة ياء، وأدغمت فيها الياء، وقرأ الباقون: بالهمز والمد، [ ص: 184 ] وإذا وقف حمزة وهشام، وافقا ورشا وأبا جعفر، وأول من نسى النسي بنو كنانة.

زيادة في الكفر لأن الكافر كلما عمل معصية، ازداد كفرا.

يضل به الذين كفروا قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، عن عاصم: (يضل) بضم الياء وفتح الضاد مجهولا، وقرأ يعقوب: بضم الياء وكسر الضاد؛ أي: (يضل) الكافرون أتباعهم، والباقون: بفتح الياء وكسر الضاد؛ لأنهم هم الضالون؛ لقوله:

يحلونه أي: النسيء من الأشهر الحرم عاما ويحرمون مكانه شهرا آخر ويحرمونه عاما فيتركونه على حرمته.

ليواطئوا عدة أي: ليوافقوا عدد ما حرم الله من الأشهر الحرم؛ أي: لم يحلوا شهرا إلا حرموا مكانه من الحلال، والمواطأة: الموافقة. قرأ أبو جعفر: (ليواطوا) بضم الطاء بغير همز، والباقون: بكسر الطاء والهمز. [ ص: 185 ]

فيحلوا بتحليلهم القتال في الأشهر الحرم ما حرم الله فيها.

زين لهم سوء أعمالهم قال ابن عباس: يريد: زين لهم الشيطان. واختلاف القراء في الهمزتين من (سوء أعمالهم) كاختلافهم فيهما من (السفهاء ألا) في سورة البقرة.

والله لا يهدي القوم الكافرين لا يرشدهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية