إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم .
[40] إلا تنصروه بالنفير معه. [ ص: 187 ]
فقد نصره الله هذا إعلام من الله أنه المتكفل بنصره كما نصره.
إذ أخرجه الذين كفروا من مكة حين مكروا به، وهموا بقتله.
ثاني اثنين أحد اثنين، والمراد: النبي - صلى الله عليه وسلم -، رضي الله عنه. وأبو بكر
إذ هما في الغار نقب في جبل ثور بمكة، مكثا فيه ثلاثا. قرأ أبو عمرو، عن وورش (الغار) بالإمالة، بخلاف عن نافع: الدوري وروي عن وابن ذكوان، الإمالة بين بين، وتقدم ذكر القصة في الأنفال. قالون:
عن رضي الله عنهما، ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "أنت صاحبي في الغار وصاحبي على الحوض".
قال الحسين بن الفضل: وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعا، ولا يكون كافرا. من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر؛ لإنكاره نص القرآن،
إذ يقول لصاحبه هو أبو بكر.
لا تحزن إن الله معنا أي: بالرعاية والحفظ، روي رضي الله عنه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: [ ص: 188 ] أبو بكر
إن أقتل فأنا رجل واحد، وإن قتلت، هلكت الأمة، فقال: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! "، وأرسل الله زوجا من حمام حتى باضا في أسفل النقب، والعنكبوت حتى نسجت بيتا. أن المشركين طلعوا فوق الغار، فأشفق
فأنزل الله سكينته طمأنينته عليه على أبي بكر.
وأيده أي: قوى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
بجنود لم تروها هم الملائكة صرفوا الكفار عن رؤيتهما في الغار، وألقوا الرعب في قلوب الكفار يوم بدر والأحزاب وحنين.
وجعل كلمة الذين كفروا هي دعوتهم إلى الكفر.
السفلى المنخفضة المغلوبة.
وكلمة الله دعوته إلى الإيمان. قراءة العامة: (وكلمة الله) بالرفع مبتدأ، خبره هي العليا العالية. وقرأ (وكلمة الله) بالنصب عطفا على (كلمة). يعقوب:
والله عزيز حكيم في أمره وتدبيره.
* * *