قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون .
[16] قل لو شاء الله ما تلوته عليكم يعني: لو شاء، ما أنزل القرآن علي. [ ص: 272 ]
ولا أدراكم به قرأ برواية ابن كثير (ولأدراكم) بالقصر على الإيجاب؛ أي: ولأعلمكم به على لسان غيري، ولكنه من علي بالرسالة، وقرأ الباقون: بإثبات الألف على أنها (لا) النافية؛ أي: ولا أعلمكم به على لساني، ولترككم على كفركم، المعنى: إن الأمر بمشيئة الله لا بمشيئتي حتى أجعله على نحو ما تشتهونه، وقرأ قنبل: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف، عن وورش نافع، عن وأبو بكر (أدراكم) (أدراك) بالإمالة حيث وقع، واختلف عن عاصم: راوي ابن ذكوان ابن عامر.
فقد لبثت فيكم عمرا ظرف، أي: مقدار عمر، وهو أربعون سنة.
من قبله من قبل نزول القرآن، لا أتلوه، ولا أعلمه.
أفلا تعقلون أنه ليس من قبلي.
ولبث النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم قبل الوحي أربعين سنة، ثم أوحي إليه، فأقام بعد الوحي ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر فأقام بالمدينة عشر سنين، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت وفاته يوم الاثنين، وفرغ من جهازه يوم الثلاثاء، ودفن في ليلة الأربعاء في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة الشريفة، وكان مرضه ثلاث عشرة ليلة - صلى الله عليه وسلم -.
* * * [ ص: 273 ]