ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين .
[118] ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة مسلمين كلهم.
ولا يزالون أي: أهل الباطل مختلفين على أديان شتى؛ من بين يهودي، ونصراني، ومجوسي، ومشرك.
واختلف الأئمة في حكم الملل، فقال أبو حنيفة: ويتوارثون، الكفر ملة واحدة؛ لأنه ضلال، وهو ضد الإسلام، وإذا تنصر يهودي، أو عكسه، ترك على حاله، ولا يجبر على الإسلام.
وقال الكفر ملل شتى، فلا توارث بين اليهودي والنصراني، وأما إذا انتقل الكافر من ملة إلى أخرى، أقر على كفره، وأخذت منه الجزية، كقول لأبي حنيفة. مالك:
وقال الكفر ملة واحدة، ويتوارثون؛ كقول الشافعي: لكن لا توارث بين ذمي وحربي، وأما إذا تنصر يهودي، أو عكسه، أو تهود وثني، أو تنصر، فلا يقبل منه بعد انتقاله إلا الإسلام، أو القتل. أبي حنيفة،
وقال الكفر ملل شتى مختلفة، فلا يتوارثون مع اختلاف مللهم؛ كقول مالك، وأما إذا تهود نصراني، أو عكسه، لم يقبل منه إلا الإسلام، أو [ ص: 385 ] الدين الذي كان عليه، وإن انتقل كتابي أو مجوسي إلى غير دين أهل الكتاب، لم يقر، ويؤمر أن يسلم، فإن أبى، قتل وإن انتقل غير الكتابي إلى دين أهل الكتاب، أقر وكذا الوثني إذا تمجس، والله أعلم. أحمد:
* * *