قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون يوسف: 11].
[11] فلما أجمع إخوة يوسف على التفريق بينه وبين والده بضرب من الحيل.
قالوا ليعقوب:
يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف لم تخافنا عليه؟ بدؤوا بالإنكار عليه في ترك إرساله معهم. وأجمع القراء على قراءة (ما لك لا تأمنا) بإدغام النون الأولى في الثانية، واختلفوا في اللفظ به، فقرأ بإدغامه محضا من غير إشارة، بل يلفظ بنون مفتوحة مشددة، وهو على أصله في إبدال الهمز حرف مد، وقرأ الباقون بالإشارة، واختلفوا فيها، فبعضهم جعلها روما، فيكون حينئذ إخفاء، ولا يتم معها الإدغام الصحيح، وبعضهم جعلها إشماما، فيشير إلى ضم النون بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ الإدغام، قال أبو جعفر ابن الجزري: وبالقول الثاني قطع سائر أئمة أهل الأداء من مؤلفي الكتب، وحكاه أيضا قال: وهو اختياري، لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه، ولأنه الأقرب إلى حقيقة الإدغام، وأصرح في اتباع الرسم، انتهى. الشاطبي،
وإنا له لناصحون قائمون بمصلحته وحياطته حتى نرده إليك.
* * * [ ص: 399 ]