أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد .
[33] ثم احتج عليهم موبخا فقال: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت أي: أفالله الذي هو رقيب على كل نفس، يعلم خيرها وشرها، وجوابه محذوف تقديره: كمن ليس كذلك، وهم أصنامكم؟
وجعلوا لله شركاء المعنى: أفمن له القدرة والوحدانية، ويجعل له شريك، أهل أن ينتقم ويعاقب أم لا؟ والأنفس من مخلوقاته، وهو قائم على الكل.
قل سموهم بينوا شركاءكم بأسمائهم وصفاتهم حتى نعرف هل يجوز أن يعبدوا.
أم تنبئونه أي: تخبرون الله بما لا يعلم في الأرض فإنه لا يعلم لنفسه شريكا. [ ص: 497 ]
أم بظاهر من القول أي: تسمونهم شركاء من غير أن يكون لذلك حقيقة.
بل زين للذين كفروا مكرهم كيدهم بشركهم. قرأ الكسائي، (بل زين) بإدغام اللام في الزاي، والباقون: بالإظهار. وهشام:
وصدوا عن السبيل قرأ الكوفيون، ويعقوب: (وصدوا) بضم الصاد على تعدي الفعل، وقرأ الباقون: بالفتح، أي: وصدوا الناس: صرفوهم عن الدين.
ومن يضلل الله بخذلانه فما له من هاد يوفقه.
* * *