فلا ينبغي أن يفشي العالم كل ما يعلم إلى كل أحد هذا إذا كان يفهمه المتعلم ولم يكن أهلا للانتفاع به فكيف فيما لا يفهمه وقال عيسى عليه السلام : لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير فإن الحكمة خير من الجوهر ومن كرهها فهو شر من الخنازير ولذلك قيل كل لكل عبد بمعيار عقله وزن له بميزان فهمه حتى تسلم منه وينتفع بك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار وسئل بعض العلماء عن شيء فلم يجب فقال السائل : أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال اترك اللجام واذهب فإن جاء من يفقه وكتمته فليلجمني فقد قال الله تعالى: من كتم علما نافعا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ولا تؤتوا السفهاء أموالكم تنبيها على أن حفظ العلم ممن يفسده ويضره أولى وليس الظلم في إعطاء غير المستحق بأقل من الظلم في منع المستحق .
أأنثر درا بين سارحة النعم فأصبح مخزونا براعية الغنم لأنهم أمسوا بجهل لقدره
فلا أنا أضحى أن أطوقه البهم فإن لطف الله اللطيف بلطفه
وصادفت أهلا للعلوم وللحكم نشرت مفيدا واستفدت مودة
وإلا فمخزون لدي ومكتتم فمن منح الجهال علما أضاعه
ومن منح المستوجبين فقد ظلم