فإذا خالف العمل العلم منع الرشد وكل من تناول شيئا وقال للناس : لا تتناولوه فإنه سم مهلك سخر الناس به واتهموه وزاد حرصهم على ما نهوا عنه فيقولون لولا أنه أطيب الأشياء وألذها لما كان يستأثر به .
ومثل المعلم المرشد من المسترشدين مثل النقش من الطين والظل من العود فكيف ينتقش ، الطين بما لا نقش فيه ، ومتى استوى الظل والعود أعوج ، ولذلك قيل في المعنى .
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال الله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ولذلك كان وزر العالم في معاصيه أكثر من وزر الجاهل إذ يزل بزلته عالم كثير ويقتدون به ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ولذلك قال رضي الله عنه : قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه والله أعلم . علي