الباب السادس .
في آفات العلم .
وبيان علامات علماء الآخرة والعلماء السوء .
قد ذكرنا ما ورد من فضائل العلم والعلماء وقد ورد في العلماء السوء تشديدات عظيمة دلت على أنهم أشد الخلق عذابا يوم القيامة .
فمن المهمات العظيمة معرفة العلامات الفارقة بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة ونعني بعلماء الدنيا علماء السوء الذين قصدهم من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى الجاه والمنزلة عند أهلها قال صلى الله عليه وسلم : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا وقال صلى الله عليه وسلم العلم علمان علم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على خلقه وعلم في القلب فذلك العلم النافع وقال صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق وقال صلى الله عليه وسلم : وقال صلى الله عليه وسلم : لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السفهاء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في النار من كتم علما عنده ألجمه الله بلجام من نار وقال صلى الله عليه وسلم : لأنا من غير الدجال أخوف عليكم من الدجال فقيل : وما ذلك ؟ فقال : من الأئمة المضلين وقال صلى الله عليه وسلم : من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا .
وقال عيسى عليه السلام إلى متى تصفون الطريق للمدلجين وأنتم مقيمون مع المتحيرين .
فهذا وغيره من الأخبار يدل على عظيم خطر العلم فإن ، العالم إما متعرض لهلاك الأبد أو لسعادة الأبد وإنه ، بالخوض في العلم قد حرم السلامة إن لم يدرك السعادة .