ورأى بعض العلماء بعض أصحاب الرأي من أهل الكوفة في المنام ، فقال : ما رأيت فيما كنت عليه من الفتيا والرأي فكره وجهه وأعرض عنه وقال : ما وجدناه شيئا وما حمدنا عافيته .
وقال ابن حصين إن أحدهم ليفتي في مسألة لو وردت على رضي الله عنه لجمع لها أهل عمر بن الخطاب بدر . فلم يزل السكوت دأب أهل العلم إلا عند الضرورة
وفي الحديث إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتا وزهدا فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة وقيل : وهم أصحاب الزوايا المتفرقون المنفردون . العالم إما عالم عامة وهو المفتي وهم أصحاب السلاطين أو عالم خاصة وهو العالم ، بالتوحيد ، وأعمال القلوب
وكان يقال مثل أحمد بن حنبل مثل دجلة كل أحد يغترف منها ومثل مثل بئر عذبة مغطاة لا يقصدها إلا واحد بعد واحد . بشر بن الحارث
وكانوا يقولون : فلان عالم ، وفلان متكلم ، وفلان أكثر كلاما وفلان أكثر عملا وقال أبو سليمان المعرفة إلى السكوت أقرب منها إلى الكلام وقيل إذا كثر العلم قل الكلام وإذا كثر الكلام قل العلم وكتب إلى سلمان رضي الله عنهما وكان قد آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخي ، بلغني أنك قعدت طبيبا تداوي المرضى فانظر فإن كنت طبيبا فتكلم ، فإن كلامك شفاء ، وإن كنت متطببا فالله الله لا تقتل مسلما ، فكان أبي الدرداء يتوقف بعد ذلك إذا سئل وكان أنس رضي الله عنه إذا سئل يقول سلوا مولانا الحسن . أبو الدرداء
وكان رضي الله عنهما إذا سئل يقول : سلوا ابن عباس حارثة بن زيد وكان رضي الله عنهما يقول : سلوا ابن عمر سعيد بن المسيب .
وحكي أنه روى صحابي في حضرة الحسن عشرين حديثا فسئل عن تفسيرها فقال : ما عندي إلا ما رويت فأخذ الحسن في تفسيرها حديثا حديثا فتعجبوا من حسن تفسيره وحفظه فأخذ الصحابي كفا من حصى ورماهم به وقال تسألوني عن العلم وهذا الحبر بين أظهركم .