الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقيل : خمس من الأخلاق هي من علامات علماء الآخرة مفهومة من خمس آيات من كتاب الله عز وجل الخشية والخشوع ، والتواضع وحسن الخلق وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد فأما ، الخشية فمن قوله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء وأما الخشوع فمن قوله تعالى : خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا .

، وأما التواضع فمن قوله تعالى : واخفض جناحك للمؤمنين وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى : فبما رحمة من الله لنت لهم وأما الزهد فمن قوله تعالى : وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، فقيل له : ما هذا الشرح ؟ فقال : إن النور إذا قذف في القلب انشرح له الصدر وانفسح ، قيل : فهل لذلك من علامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله

التالي السابق


(وقيل: خمس من الأخلاق هن من علامات علماء الآخرة مفهومة من) سياق (خمس آيات) ، ونص القوت: لا بد للعالم بالله تعالى من خمس هي علامة علماء الآخرة، (الخشية والخشوع، والتواضع وحسن الخلق وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد، وهو الأصل) الأكبر الذي تتفرع منه الأخلاق الطيبة، (أما الخشية فمن قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء ) أي العلماء بالله هم الذين يخشون الله حق خشيته، فهي مقصورة عليهم، (وأما الخشوع فمن قوله تعالى: خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، وأما التواضع فمن قوله: واخفض جناحك للمؤمنين ) وقل إني أنا النذير المبين ، أي تواضع لهم، وهذا مما أمر به صلى الله عليه وسلم، فما كان له فلورثته من بعده، (وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم ) ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فهو دال على لين جانبه صلى الله عليه وسلم، وهو نشأ من حسن الخلق، (وأما الزهد) في الدنيا، (فمن قوله تعالى: وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ) فمن وجد فيه هذه الأخلاق فهو من العالمين بالله عز وجل، هكذا أورده صاحب القوت، والمصنف أخذه بالمعنى بتغيير يسير، (ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) قوله تعالى: ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، فقيل:) يا رسول الله، (ما هذا الشرح؟ فقال: إن النور إذا قذف في القلب انشرح له الصدر وانفسخ، قيل: فهل لذلك من علامة؟ قال: نعم، التجافي) [ ص: 425 ] أي التباعد، (عن دار الغرور، والإنابة) ، أي الرجوع (إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله) ، أورده صاحب القوت: هكذا وزاد فذكر سببه الزهد في الدنيا، والإقبال على خدمة المولى فحسن التواضع والإصابة في العلم، مواهب من الله عز وجل، وأثرة يخص بها من يشاء .

وقال العراقي: رواه الحاكم في المستدرك من رواية عدي بن الفضل، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه عن ابن مسعود، قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يرد الله الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن النور إذا دخل الصدر انفسخ، فقيل: يا رسول الله، هل لذلك من علم يعرف؟ قال: نعم، فذكره قال: وقد سكت عليه الحاكم، وهو ضعيف، ورواه البيهقي في الزهد، من رواية عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعود، ورواه ابن المبارك في الزهد والرقائق، قال: أخبرنا عبد الرحمن المسعودي عن عمرو بن مرة، عن أبي جعفر رجل من بني هاشم، وليس بمحمد بن علي، قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، فذكر مثل رواية الحاكم، إلا أنه قال: قيل: هل لذلك من آية يعرف بها، وقال في آخره قبل الموت، وهذا مرسل ضعيف، وهو الصواب في رواية هذا الحديث، وما قبله ضعيف، كما بينه الدارقطني في العلل، وسئل عنه فقال: يرويه عمرو بن مرة، واختلف فيه عنه، فرواه مالك بن مغول، عن عمرو بن مرة، عن عبيدة، عن عبد الله قاله عبد الله بن محمد بن المغيرة، تفرد بذلك ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قاله أبو عبد الرحيم، عن زيد، وخالفه يزيد بن سنان، فرواه، عن زيد عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، وكلها وهم، والصواب عن عمرو بن مرة، عن أبي جعفر عبد الله بن المسور مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك قاله الثوري، قال: وعبد الله بن المسور، هذا متروك .




الخدمات العلمية