فإذا طلع الفجر انقضت أوراد الليل ودخلت أوراد النهار فيقوم ويصلي ركعتي الفجر وهو المراد بقوله تعالى : ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم ثم يقرأ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة إلى آخرها ، ثم يقول : وأنا أشهد بما شهد الله به لنفسه ، وشهدت به ملائكته ، وأولو العلم من خلقه ، وأستودع الله هذه الشهادة ، وهي لي عند الله تعالى وديعة وأسأله ، حفظها حتى يتوفاني عليها اللهم احطط عني بها وزرا واجعلها ، لي عندك ذخرا ، واحفظها علي ، وتوفني عليها حتى ألقاك بها غير مبدل تبديلا " فهذا ترتيب الأوراد للعباد وقد كانوا يستحبون أن يجمعوا مع ذلك في كل يوم بين أربعة أمور : صوم ، وصدقة وإن قلت ، وعيادة مريض وشهود جنازة ففي الخبر : " من جمع بين هذه الأربع في يوم غفر له " وفي رواية : " دخل الجنة فإن أنفق " بعضها وعجز عن الآخر كان له أجر الجميع بحسب نيته وكانوا يكرهون أن ينقضي اليوم ولم يتصدقوا فيه بصدقة ولو بتمرة أو بصلة أو كسرة خبز لقوله صلى الله عليه وسلم : " الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس " ولقوله صلى الله عليه وسلم : ودفعت " اتقوا النار ولو بشق تمرة " رضي الله عنها إلى سائل عنبة واحدة فأخذها فنظر من كان عندها بعضهم إلى بعض فقالت : ما لكم إن فيها لمثاقيل ذر كثير وكانوا لا يستحبون رد السائل إذ كان من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ما سأله أحد شيئا فقال لا ولكنه إن لم يقدر عليه سكت . عائشة
وفي الخبر : " يصبح ابن آدم وعلى كل سلامى من جسده صدقة يعني المفصل وفي : جسده ثلاثمائة وستون مفصلا : فأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، وحملك عن الضعيف صدقة ، وهدايتك إلى الطريق صدقة ، وإماطتك الأذى صدقة ، حتى ذكر التسبيح والتهليل ، ثم قال : وركعتا الضحى تأتي على ذلك كله أو تجمعن لك ، ذلك كله .
"